/ الفَائِدَةُ : (123) /
02/05/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / شدَّة التَّعَلُّق بأَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام تؤدِّي إِلى ازدياد كمال المخلوق وتطوُّره / / أَحـد غـايـات زيـارة أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام ازدياد ولاء الزائـر وودِّه لـهم / / زيارة أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام واجبة عيناً على المُكلَّف بلحاظ طبيعتها النَّوعيَّة / ينبغي الاِلتفات : أَنَّه كُلَّما ازداد شوق المخلوق وودِّه لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وازدادت محبَّته ورغبته وميوله الروحيَّة والعمليَّة والقلبيَّة لهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ كُلَّمَا كان ذلك المخلوق في حالة تطوُّر وكمال : نفسي ، وروحي ، وعقلي ، وقلبي وسائر طبقات حقيقته . ومنه تتَّضح : أَحد الفلسفات والغايات العظيمة والخطيرة لزيارة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وهي : تجديد العهد والولاء والمحبَّة والودِّ لهم ، وتجديد الصلة والْاِرْتِبَاط والتَّعَلُّق بهم ، وحينئذٍ يشتدُّ ولاء المخلوق وودِّه ؛ وتشتدُّ محبَّته للّٰـه ، وتشتدُّ صلته ـ المخلوق ـ ويشتدُّ ارتباطه وتعلُّقه بباريه عَزَّ وَجَلَّ . وكُلَّما قلَّ تعاهد المخلوق لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وكثر هجرانه لهم وجفَّت علاقته وقلَّ تعلُّقه بهم ؛ وكثر الابتعاد عنهم كُلَّما وَلَّدَ ذلك ضعفاً في إِيمانه واقتدائه بهم ، وضعفاً في ولائه ومحبَّته واتباعه لهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ومِنْ ثَمَّ يضعف إِيمانه بالله تعالىٰ ويضعف ولائه وتضعف محبَّته له ، ويضعف تولِّيه واتِّباعه واقتدائه بأَوامره وفرائضه وسننه وأَحكامه . وعليه : فزيارة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وإِنْ كانت مُستحبَّة ، لكنَّها مُستحبَّة في الخصوصيَّة الفرديَّة ، أَمَّا في الطبيعة النوعيَّة وفي أَصل إِيمان المخلوق وتعاهده لإِيمانه فليست هي أَمراً مستحبّاً ، بل ولا واجباً كفائيٌّ أَو تخييريٌّ ، وإِنَّما واجب عينيّ على كُلِّ مُكلَّفٍ ؛ ليوقي إِيمانه من خلالها عن الضعف والتضعضع والزوال ، وَمِنْ ثَمَّ حصر الباري عَزَّ وَجَلَّ غاية دين جملة العوالم والمخلوقات غير المتناهية ؛ وغاية البعثة المُحَمَّديَّة العظيمة والمُمتدَّة إِلى عَالَم القيامة ، بل وبعده في مودَّة قربىٰ سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ . فانظر : بيان قوله عزّ قوله : [قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى] (1) . ودلالته واضحة ، بعد الاِلتفات : أَنَّ الأَجر والعوض غاية ؛ فأجر وغاية الرِّسالة والصَّلاة والصِّيام وسائر العبادات والمعاملات الشرعيَّة ، وغاية جملة الدِّين وغاية الله تبارك وتعالىٰ وغاية رسوله هي مودَّة ذوي القربىٰ وولائهم . ومنه تتَّضح : ضابطةٌ وقاعدةٌ معرفيَّةٌ خطيرةٌ جِدّاً ، لا تقبل الضَّلال والزَّيف والعمىٰ والْاِلْتِبَاس ، يلزم على المخلوق العضّ عليها بضرسٍ قاطعٍ ، وهي : أَنَّه « كُلَّما صبَّ عمل المخلوق في شدَّة المودَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومحبَّتهم ـ وبالموازين العلميَّة ـ كلَّما صبَّ ذلك في شدَّة المودَّة للّٰـه عَزَّ وَجَلَّ ومحبَّته ؛ واشتداد الْاِرْتِبَاط به ، وكُلَّما ضعفت المودَّة والمحبَّة لهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ كلَّما ضعفت المودَّة والمحبَّة للّٰـه ؛ وضعف الْاِرْتِبَاط به جلَّ شأنه . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشورى: 23